فهرس المقالة
في هذه المقالة سوف نتحدث عن فوائد الاستغفار، اذ ان الاستغفار هو جزء كبير من الاسلام، فبالاستغفار يقبل الله توبة العبد ان اذنب، و بالاستغفار يفتح الله لنا ابواب الرزق وييسر امورنا في الدنيا والآخرة.
معنى الاستغفار وفوائد ه
تعريف الاستغفار: ينسجم تعريف الاستغفار في اللغة مع مفهومه في اصطلاح الفقهاء؛ ففي اللغة يأتي الاستغفار بمعنى الطّلب، أي طلب العبد المغفرة من ربّه عز وجل، سواء كان ذلك بالطّلب عن طريق القول، أو عن طريق الفعل، والمغفرة في لغة العرب هي السّتر، والاستغفار عند الفقهاء: هو توجّه العبد إلى الله -تعالى- قاصداً إيّاه ليغفر له ذنوبه ويتجاوز عن سيّئاته، ومقصود الاستغفار التّجاوز عن ذنوب العبد، وعدم مؤاخذته بها بترك توبيخه وعقابه دون مساءلة له، أو بالعفو عنه بعد إقراره بالذّنب، وذهب بعض المفسرين إلى أنّ الاستغفار قد يقصد به الإسلام، ومنه قوله تعالى: (وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ).[سورة الانفال الاية 33].
اذا فالاستغفار هو طلب الستر والتغطية والعفو من الله تعالى، بمعنى أن المستغفر يطلب من المولى عز شأنه أن يستر قبائحه وذنوبه، ويغطيها إلى الأبد فلا يسأله عنها ولايعاقبه عليها، فالاستغفار يحفظ العبد ويستره في الدنيا والاخرة.
الاستغفار من ماذا
أهمية الاستغفار وآثاره
تعود توبة العبد واستغفاره عمّا ارتكب من أخطاءٍ في حياته بفوائد جليلة وآثارٍ عظيمةٍ تنفعه وتقوّيه في نفسه وحياته، ويُذكر من فوائد وآثار الاستغفار ما يأتي.
- نيل القرب من الله -تعالى- وكثرة التّعلق به، فكلّما انشغل المسلم بذكر الله زاد قُربه منه.
- تفريج الكرب وانشراح الصدور، وذهاب الهموم والغموم. سببٌ في دخول جنّات النعيم والتمتع بما أعدّ الله -تعالى- لأهلها.
- سببٌ في صفاء القلب ونقائه، والشعور بالراحة والطمأنينة.
- مكفّرٌ للذنوب؛ فالإكثار من الاستغفار والمداومة عليه من أسباب مغفرة صغائر الذنوب وكبائرها إن تحقّقت شروط التوبة أيضاً.
- علماً أنّ آراء العلماء قد اختلفت في هذا الأمر على النّحو الآتي: القول الأول (الشافعية): ذهبوا إلى القول بأنّ الاستغفار إن كان مقصد العبد فيه الانكسار والافتقار دون التوبة يكفّر صغائر الذنوب لا كبائرها.
- و القول الثاني (المالكية والحنفية والحنابلة): ذهبوا إلى القول بأنّ الاستغفار دون التوبة يكفّر جميع الذنوب، فتشمل الكبائر والصغائر.
- سببٌ في دفع البلاء الّذي قد يصيب العبد، وطريق لحلّ المشكلات التي تواجهه، والتّغلب على الصعوبات التي تعترضه في حياته.
- نوع من أنواع الدعاء، وحكمه في ذلك حكم الدعاء؛ فالمسلم وهو يستغفر يطلب من ربه -عز وجل- مغفرة ذنوبه، وكلما رافق ذلك الشعورَ بالانكسار والافتقار والتّذلل بين يدي الله تعالى كلمّا كان أرجى لإجابة دعائه، لا سيما إذا تحرّى مواطن الإجابة وأوقاتها.
- الاستغفار سبب في نزول الغيث وبركة المال وإنبات النبات، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)،[سورة نوح الاية 10 12] إضافة إلى أنّه سببٌ للإمداد بالقوّة والمنعة، قال تعالى: (وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَوَلَّوا مُجرِمينَ).[سورة هود الاية 62].
- سببٌ في استحقاق ونيل رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).[سورة النمل الاية 46].
- سببٌ في تكفير الأخطاء الّتي قد تحصل في المجالس بسبب الحديث الذي يدور فيها، ولزوم الاستغفار بعد كلّ مجلسٍ يُكفر ما بدر منه من سوء.
- اخيرا من فواىد الاستغفار فهو سبب في النجاة من النار، وفي المقابل نيل الدرجات الرفيعة في الجِنان، وتقرب من الله تعالى اكثر واكثر.
من اسباب عدم تحقق وايجاد اثر الاستغفار
رابعا: الاكثار من الاستغفار سواء اكان العبد مذبا ام لا لان الاستغفار سبب من اسباب تحقيق واستجابة الدعاء في حق المسلم.
حكم الاستغفار
وقت الاستغفار
شرع الله -تعالى- للمسلم أن يستغفره ويعود إليه في كلّ وقتٍ، وخاصةً بعد ختام الأعمال الصّالحة؛ لجبر النّقص الحاصل فيها، وحين الانتهاء من الصلاة، ويجب على المسلم أن يستغفر الله إن ارتكب أيّاً من المعاصي والآثام، ومن أفضل أوقات الاستغفار وقت السَّحر؛ لقوله تعالى: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[سورة الذاريات الاية 18]
صيغ الاستغفار ومواضعه
هناك عددٌ من الصيغ التي يمكن أن يستغفر بها المسلم ربه، كما يُمكن للمسلم أن يزيد فيها إن كان قصده الدعاء، فلا حرج في ذلك.
ومن صيغ الاستغفار: سيد الاستغفار، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ)[رواه البخاري في صحيح البخاري . عن شداد ابن اوس. الصفخة او الرقم 6306] ويتضمّن سيد الاستغفار معانٍ جليلةٍ، نذكر منها:
الاعتراف بأنّ الله هو المستحقّ وحده باللألوهية والعبودية. الاعتراف بأنّ الله الخالق. إقرار المسلم بذنبه وإضافته إلى نفسه. التوجه الصادق من العبد لله، وإظهار الرغبة في المغفرة وفيما أعدّ الله لعباده، والاعتراف بأنّ الله وحده قادرٌ على ذلك. الإقرار بأنّ النعم الحاصلة في حياة العبد جميعها من الله.
الاستغفار عند الخروج من بيت الخلاء بقول: “غفرانك”، رُوي عن أم الؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا خرَج مِن الخَلاءِ قال: غُفرانَكَ).
حين الانتهاء من الوضوء، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من توضأَ فقال بعد فراغِه من وضوئِه: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أنْ لا إلَه إلا أنتَ، أستغفرُك و أتوبُ إليك، كُتِبَ في رَقٍّ، ثم جُعِلَ في طابعٍ، فلم يُكسرْ إلى يومِ القيامةِ).
حين الانتهاء من المجالس بقول: “سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ).
عند الدخول إلى المسجد والخروج منه، رُوي عن فاطمة بنت الرسول -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ إذا دخلَ المسجدَ؛ صلَّى على مُحمَّدٍ وسلَّمَ، قال: رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج؛ صلى على محمَّد وسلَّم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك).
بعد التشهّد الأخير من الصلاة، رُوي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: (أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
وفي الختام تجدر الاشارة الى ان فواىد الاستغفار كثيرة وعديدة، كما ان الاستغفار مقرون بالتوبة، فالتوبة جزء لا يتجزؤ عن الاستغفار، ولهذا وجب علينا الاكثار من الاستغفار والتوبة لله سبحانه وتعالى حنى يتقبل منا و يستجيب لنا، وكلما اكثر العبد من الاستغفار سهل الله له طريقه الى الجنة وفتح له ابوابا كثيرة في الدنيا قبل الاخرة، فاللهم اجعلنا من المستغفرين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله اصحبه اجمعين.
تعليقات
Loading…